The Red Shoes – 1948

الباليه.. النقاد قد يسمونه الشعر الحركي. لكنه بالنسبة لي عبادة.
الموسيقى كل اهتماماتي.. ولا شيء يهم إلا الموسيقى.
فتاة يملؤها الطموح أن تقدم رقصة بزوج أحذية حمراء.. جلبت الحذاء, وذهبت للرقص. في البدء كانت السعادة تغمرها, لكنها في نهاية الأمسية كانت متعبة وأرادت العودة للبيت. لكن الحذاء الأحمر.. لم يكن متعباً. وفي الحقيقة فالأحذية الحمراء لا تتعب مطلقاً. أخرجوها لترقص في الشوارع, وعلى الجبال وفي الوديان. عابرة الحقول والغابات, طوال الليل والنهار. الوقت يمضي, والحب يمضي, والحياة تمضي, ولكن الحذاء الأحمر يكمل رقصه.

من نص الفيلم

خارج عن النص… “هانز كريستيان أندرسن” و “الحذاء الأحمر”..

    هانز كريستيان أندرسن اسم لا يجب أن يمر على أسماعنا في نص فيلم (الحذاء الأحمر : The Red Shoes) دون أن نفكر في البحث عنه. والعجيب أننا نعرف الكثير من قصصه ولكننا لا نشغل عقلنا في البحث عن مصدرها بل إننا في معظم الأحوال نعتقد أنها مجرد فولكلور خاص بنا.. هو الكاتب الدانماركي (هانز كريستيان أندرسن) الذي ولد في الدانمارك عام 1805 وتوفي في عمر السبعين, والذي كان نابغة عصره حين نُشرت أول رواياته قبل أن يدخل المدرسة! وقد عايش حياة الشظف والفقر فقد توفي أبوه وهو في الحادية عشرة من العمر, مما اضطره إلى العمل لكسب العيش. وكان يحمل صفات الطيبة والهدوء ما جعل أولاد سنه يصفونه أحياناً بالفتاة! برع أندرسن بالحكايات الخرافية الميالة للطفولة التي تتضمن السحر وما شابه, ونظراً لخلفيته الحزينة كانت معظم نهاياتها الموت.. ومن منا لا يعرف حكاية (عروس البحر الصغيرة) التي لم تستطع أن تقنع الأمير بحبها وضحت بنفسها من أجل أن تجعله يسعد بحياته, أو قصة (بائعة الكبريت) التي أشعلت في ليلة العيد كل أعواد الثقاب محاولة أن تتدفأ حتى أنطفأ العود الأخير وانتهت به حياتها… و(البجعات المتوحشات) اللواتي سحرتهن ساحرة من أمراء إلى بجع ولن يزور السحر عنهم إلا حين تحيط لهم أختهم الوحيدة أثواباً من نبات القرّاص… وحكاية اليوم (الحذاء الأحمر) الذي بعد أن أقنعت الفتاة المغرورة والدتها بالتبني أن تشتريه لها, وقررت أن تلبسه متباهيةً للخروج إلى حفل فإنه سيطر عليها ولم يكن يتركها تتوقف عن الرقص أياماً وأياماً, وفي كل الأوقات والأماكن.. ورغم أن الفتاة قد استجدت أحد الملائكة في مساعدتها فلم يستطيعا خلع الحذاء الأحمر من قدميها إلا بعد أن أخذ قدميها داخله.. ويستمر الحذاء الأحمر بالرقص حتى بعد أن تتقطع أقدامها..! هي حكاية قاسية لتحذرنا من الغرور والتكبر على الآخرين اللذان يوصلاننا للهلاك.

هانز كريستيان أندرسن

حتى فنياً.. ما زال الحذاء الأحمر يكمل يرقصه..

    ليس غريباً أن كل من يعمل في مجال الفن سيجد في حكاية “الحذاء الأحمر” وحتى في الفيلم المعنون باسم هذه الرواية شيئاً ملهماً له. والحديث عن فيلم الحذاء الأحمر يعود للظهور كلما كان هناك رقصات أو مسرح في عمل معين بصورة متصاعدة. الأمر الذي يجعله لا يغيب عن معظم المواسم الفنية. فقد سبق وذكره المخرج المبدع (مارتن سكورسيزي) في قائمة أفضل 10 أفلام يحبها, فجعل ممن لم يشاهد الفيلم يسارع لمشاهدته ليعلم السبب.. وقد تم اقتباس فكرة الرواية عن الحذاء الذي لا يخرج من الأرجل ليصبح فكرة فيلم رعب كوري في العام 2005, يفيض أرجلاً مبتورة من كل من يسرق ذلك الحذاء المرمي في أحد المنازل . لكن لعل اسم “الحذاء الأحمر” عاد بشدة ليتردد في العام 2010 مع صدور فيلم (البجعة السوداء) الذي أخرجه (دارين أرنوفسكي) مستفيداً من قدرته العالية التي تكرسها أعماله في الغلغلة في أعماق الصراعات الداخلية للشخصيات, وقد حصدت من خلاله (نتالي بورتمان) أوسكار أفضل ممثلة لدور رئيس بعد أداء مبدع يبدو خارقاً للعادة, مع درس آخر من الباليه قد ينكر (أرنوفسكي) اقتباسه من الرواية وهو البحث عن الكمال, وتحدي العدو الذاتي المتمثل في مخاوفنا الشخصية ورغبتنا في شيء قد لا نستطيع قبوله أو تنفيذه. وحتى هذا العام ومع إطلاق (جو رايت) نسخة سينمائية أشبه بمسرحية من رواية (آنا كارنينا) للكاتب الروسي (ليو تولستوي) عاد اسم (الحذاء الأحمر) للظهور من جديد كفيلم تدخل فيه الكاميرا متجهة من خارج المسرح إلى داخله ثم تنصهر مع الشخصيات ونفقد بالتالي إحساسنا أننا جمهور مسرحي ولعل من شاهد باليه (الحذاء الأحمر) في الفيلم المعنون بذات العنوان سيفهم ما أعنيه.. الأمر الذي عمل عليه (جو رايت) بشكل واضح في فيلمه الأخير -الذي لم يحز على رضا نقدي كبير- مكيفاً الرواية إلى حالة مسرحية تجريبية تصرّ على مشاركة الجمهور في التجربة, من خلال إدخالهم في فهم القصة بالاقتراب من شخوصها مستفيداً من التصوير في مكان واحد.
إذاً فالحذاء الأحمر مازال يكمل رقصه حتى فنياً.. والأغلب أنه لن يتوقف. ليس غروراً فنياً, بل دروساً… أحياناً هي أخلاقية وأحياناً هي فنية وهذا ما يجعله خالداً.

يقول “سكورسيزي”: إنه السينما كموسيقى. ليس بسيطاً كموسيقى تقطعها صور. بل إنه الطريق للفن. أجدني أحب كل شيء فيه.. التصاميم والحركات والألوان… فهو ليس ما تريد أن تفعله بل ما يجب أن تفعله. ويبدو كطلقة سحر للكثير من الناس كونه ينسج لغز الإبداع والامتلاك, فيصبح شيئاً عن الدافع الإبداعي.

يقول “أرنوفسكي”: كنت قد سمعتُ عن “الحذاء الأحمر” لكنني لم أشاهده. وبعدها أعاده “سكورسيزي” إلى مسمعي منذ بضعة سنوات. وكان الأمر كـ(أتعرف ماذا؟ من الأفضل أن أذهب وأراه). كان قطعة نادرة. أو فيلماً لا يصدق. ورأيت أن هناك تقارباً في القصة. لكنني أظن أن ذلك بسبب أن كلينا عدنا إلى الباليه وأخرجنا من الباليه شخصيات وطواقم مختلفة. وقد انتهينا في أماكن متشابهة. لكن لم يكن ذلك بالفعل تأثراً به. وصدقاً فلم أحاول أن أتأثر به لأنه كان قطعة نادرة. تسلسل الرقص كان سابقاً لأوانه فيه, أنا فقط تركته في خلفيتي الذهنية. إنه زمن طويل.

يقول “رايت”: إنه واحد من أفلامي المفضلة التي لم يسبق لها مثيل. أنا نصير كبير لـ”باويل وبرسبرغر”. ذلك فيلم راقص مؤثر. وقد حاولت هذه المرة أن أصنع باليه بالكلمات. لذا فمايكل باول وإميريك برسبرغر وخصوصاً في “الحذاء الأحمر” كان لهما تأثير كبير. كذلك فوالديّ أسسا وعملا في مسرح دمى في لندن, وربيت في هذا السحر المسرحي بطريقة ساحرة علمتني أن أي شيء ممكن. لذا آمنت بذلك العالم الذي كان له التأثير الأكبر.

الحذاء الأحمر… الصراع بين مشاعرنا وأعمالنا..

    قبل الدخول في مراجعة فيلمية طار إلى أسماعي أن الفيلم معتمد على قصة حقيقية بصرف النظر عن رواية “هانز كريستيان أندرسن” إذ قرأت عن راقصة باليه بريطانية تدعى (دايان غولد) كانت على علاقة بمؤسس الباليه الروسي (سيرجي دياغليف) وطلبت منه أن تعمل في دار الأوبرا التي يمتلكها إلا أن الموت خطفها قبل أن تحقق هاتيك الأمنية.

    لو تحدثنا عن مثل هذا العمل العملاق في العام 1948 لوجدنا أن تنفيذه كان شيئاً من المستحيل, فحين أنتجته شركة “تكنيكولور” وأرهق إمكانياتها إلى درجة قدمت بعض التنازلات بالخصوص, لا أظن أنها توقعت من هذا العمل أن يصبح عملاً خالداً ينهل منه عشاق السينما الموسيقية الراقصة كما ينهلون من (الغناء في المطر: Singin’ in the Rain) أحد أروع الكلاسيكيات الموسيقية الخالدة.. مع فارق صغير كبير هو أن (الحذاء الأحمر) لا ينحى منحى الكوميديا التي كانت في فترة ما متلازمة مع الموسيقية السينمائية.. بل نحن أمام تراجيديا مأساوية ونفاذ عميق إلى ما خلف الموسيقى التي تظهر مفرحة باتجاه الصراع الذاتي القاتم.

   في (الحذاء الأحمر) نعيش حياة فرقة الباليه بكل تفاصيلها.. نرى المنتج ومصمم الرقصات ومؤلف الموسيقى والمخرج ومدير الفرقة والراقصين.. نراهم جميعاُ كل في عمله, ونفهم كيف ستخرج لنا الرقصات منذ أن تكون فكرة إلى أن تتبلور. وخلف الصورة الفاخرة على المسرح, نشاهد “شخابيط” على الورق, وصراعات علنية. ثم نشاهد الروح المعذبة في نجوم قد يظن المتفرج أن لا هموم لديهم. حالة ألفتها السينما, وصورتها غالباً بصورة سطحية, ولعلي على العكس شاهدت أشياء عميقة في هذا الشأن في عمل فرنسي قديم هو (أطفال الجنة Les Enfants du paradise) عام 1945, مروراً بعمل “باويل وبرسبرغر” هذا, إلى أن قدم الثعلب “أرنوفسكي” بجعته السوداء العام 2010 والذي لولا المشاهد المثلية الجنس فيه لكان بحق أكثر الأفلام التي يمكن أن تُدّرس لكل الأعمار بخصوص تحدي المخاوف الذاتية وإمكانية بلوغ قمة العطاء.

    بالعودة للفيلم فمباشرة نعرف أننا أمام فرقة باليه ذائعة السيط, يتجمهر حوله الناس من كل حدب وصوب ليشاهدوا عروضها المبهرة.. ونكتشف منذ البدء وجود بعض الحالات الاستغلالية من طرف مدير الفرقة “بوريس ليرمونتوف” (قام بالدور أنطون والبروك) الذي يظهر أنه يستغل أية موهبة في الظل ليُظهرها في عمله. وسرعان ما نرى “جوليان كراستر” (قام بدوره موريس غورنغ) المؤلف الموسيقي الشاب الذي يسمع بعض مؤلفاته الموسيقية تظهر في أحد باليهات “ليرمونتوف” على أنها منسوبة إلى قائد فرقته الموسيقية, ونرى “فيكتوريا بيج” (قامت بالدور مويرا شيرر) الفتاة الجميلة التي درست رقص الباليه لكنها لم تجد فرصتها لتحترفه فتلجأ إلى إحدى قريباتها لتعرّفها على “ليرمونتوف” عله يتبنى موهبتها. وعلى اختلاف أسباب “جوليان” و”فيكي” فإنهما يصلان إلى “ليرمونتوف” الذي تأبى طبيعته الاستغلالية أن يعترف بموهبتهما لكنه في المقابل يدرك أنهما موهوبان بدليل توظيفه لهما. ومع التماع نجم الشابين -كل في مجال عمله- يضطر “ليرمونتوف” إلى الاعتماد عليهما أكثر فأكثر.. فيكلف “جوليان كراستر” بكتابة المقطوعات الموسيقية لجميع رقصات الباليه المستقبلية التي تعدّها فرقة “ليرمونتوف”, ويوظف موهبة “فيكي بيج” المثيرة والملفتة تدريجياً في الأدوار الرئيسية في باليهاته المقبلة ليقنعها أنه سيجعل منها راقصة كبيرة وأنها لم تبلغ ذلك المجد بعد. وفي داخل فريق العمل يمكن لنا ببساطة أن نعرف أن “ليرمونتوف” هو حالة مسيطرة على الفريق ككل, فهو يوظف من يشاء ويلغي عقد من يشاء. ولعل الأبرز من بين من ألغى عقودهم كانت “إيرينا بورونسكايا” الراقصة الأهم في فرقته بادئ الأمر.. وكان السبب الذي دعاه إلى ذلك ليس تأخراتها المستمرة عن دروس التدريب.. بل ببساطة شديدة فإن السبب هو زواجه ففي رأي “ليرمونتوف” أنه (لا يمكنك الجمع بين الشيئين, فالراقصة التي تعتمد على الراحة المشبوهة في الحب الإنساني لا يمكنها مطلقاً أن تكون راقصة كبيرة). ثم بعد ذلك يستغني “ليرمونتوف” عن “بورونسكايا” ليضع “فيكتوريا” في الواجهة ويرّكز عليها جهوده, بعد أن يجد أنها تشاطره رؤيته في أن الرقص هو كل حياتها. لكن القلب قد يختار غير ما يختاره العقل, فعلى أثر تكرار عملهما المشترك يبدأ كيوبيد بنسج حكاية عاطفية بينها وبين المؤلف الموسيقي “جوليان”.. الأمر الذي يهدد في نظر “ليرمونتوف” مسيرة “فيكي” كراقصة.. فيواجه “جوليان” بذلك ويتذرع له بحجج واهية وغير صحيحة لينهي له عقد المؤلف الموسيقي مع فرقته.. لكنه يصطدم باختيار “فيكي” لحبّها بدل رقصها.. فيحاول مطولاً أن يعمل دونهما.. لكنه لا يجد الراحة النفسية ولا المهنية فهو يدرك كما يدرك كل باقي طاقمه أنه قد خسر عنصرين هامين من عناصر نجاحه. وبعد أن حاول من جديد لكسب “فيكتوريا” وألانها لتعود.. اصطدم من جديد بـ”جوليان” يظهر ليعيقه مرة أخرى.. وهنا وضع “ليرمونتوف” نجمته “فيكتوريا” من جديد أمام خيار العمل أو القلب.. فاختارت ما كان من رواية “هانز أندرسن” لتطلب من ملاكها “جوليان” أن ينزع الحذاء الأحمر من قدميها. في حين يعلن “ليرمونتوف” بخيبة أن الباليه سيُقدّم.. لكن ليس كما يشتهي, لا هو ولا الجمهور.

    لا يمكن أن ننكر بطء الأحداث في العمل, لكن تسلسل الأحداث ومنطقيتها يجعلنا مأسورون بأسلوب السرد المميز. وقد اختار “باويل وبرسبرغر” مقطوعات موسيقية كثيرة ومعروفة, ولا سيما في استعراض “الحذاء الأحمر” الذي يقارب 15 دقيقة في العمل الذي يربو على الساعتين وعشرة دقائق, هذا الاستعراض الرائع الذي من خلال الدخول من خارج المسرح إلى تفاصيل العرض وامتزاج شخوص الاستعراض بالمشاعر الشخصية للبطلة “فيكي” كان شيئاً مميزاً جداً. فأخذ الاستعراض هذه المرة وظيفة أخرى أخرجت النمط الغنائي من قالبه الجامد السابق في ذلك الوقت. من جهة أخرى فإن بناء الشخصيات كان متفاوتاً بشكل مقصود, فجل الشخصيات وعلى رأسها “فيكي” و”جوليان” كانت واضحة الأهداف بسيطة النسج.. إلا أن شخصية “بوريس ليرمونتوف” هي شخصية مركبة جداً, مبهمة على قدر كبير, فلسنا نعلم بحق سبب الغيرة التي تجتاحه من تعلّق نجماته عاطفياً بأي أحد.. ولو افترضنا أنها غيرة عاطفية فإننا لا نجد أي شيء في الفيلم يدعم هذا الجانب, ولا سيما أنه لا مشاهد ولا حتى إشارات إلى وجود اتصالات جنسية فيزيائية بينه وبين نجمات فرقته. سلاسة الفيلم تجعلنا مندمجين فيه إلى درجة نذوب فيها مع شخصياته. وربما كان المخرجان محظوظين جداً في اختيار (مويرا سيرر) و(أنطون والبروك) بشكل خاص, فقد كانا يفيضان عفوية لا تجعلنا نشعر أنهما يمثلان الأدوار بل يعيشانها. السينماتوغرافيا كانت ممتازة في العمل كذلك, فضبط سرعة حركات راقصي الباليه لتناسب الفكرة كانت شيئاً مميزاً في حينه. على كل حال النص رغم أنه لم يكن خارقاً أو كبيراً فقد كان على قدر كبير من الجدية والبراءة في أكثر اللحظات, وطرح أسئلة كثيرة عن مغزى وأسباب العبارة المعروفة “الفن للفن”, وأفسح الكثير من السريالية داخل الرقصات لتجعل المشاهد لا يشاهد الرقصات وحسب, بل يخرج ليبحث عن أساسها الموسيقي والقصصي. لذا فليس من المستغرب أن يترشح الفيلم إلى جوائز تتجاوز ما يختص بالإخراج الفني والموسيقى والمونتاج إلى أفضل فيلم وحتى أفضل نص.

    “الحذاء الأحمر” فيلم للذكرى, وجزء من ثقافة سينمائية كلاسيكية سهلة التكييف إلى الحداثة. شعاع من إبداع يمكن أن يؤثر في أجيال وأجيال.. والأغلب أنه لن يتوقف عن الرقص.

IMDb | RT

باليه “الحذاء الأحمر” من Youtube

 

نزار عز الدين

اترك رد

اكتشاف المزيد من كلام أفلام

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading